الفرع الثالث
حجّية القاعدة
حجّيتها من الكتاب العزيز
ذكر الفقهاء عدّة آيات تصلح للدلالة على الحجّية سبق أن ذكرنا بعضها في مصدر القاعدة ، نذكر أهمّها :
أوّلا : قوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ...)١ ـ ذكر في تفسير الجهاد المبعوث إليه في قوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ...) قولان :
القول الأول : أنّ المراد منه هو الجهاد المتعارف ، والتضحية في سبيل الحفاظ على بيضة الإسلام. (٢) ومن الواضح أنّ أخذ الجهاد بهذا المعنى وتفريع القاعدة عليه ، لا ينتج النتيجة التي تراد من القاعدة.
والسرّ في ذلك أنّ الحرج في الجهاد وجداني ؛ إذ لا حرج أشدّ وأكثر مضايقة من التضحية بالنفس وبالمال ؛ فإذا كان هذا التكليف حرجيا بالوجدان ، فكيف تعقّب الآية
__________________
١ ـ الحج : ٧٨.
٢ ـ انظر : جامع البيان للطبري ١٧ : ٢٦٨.