الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (٤١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩) قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ
________________________________________________________
على هذا عام ، وقيل : هو القرآن والكلام على هذا خاص : أي ما فرطنا فيه من شيء فيه هدايتكم ، والبيان لكم (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) أي تبعث الدواب والطيور يوم القيامة للجزاء والفصل بينها (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا) الآية : لما ذكر قدرته على بعث الخلق كلهم أتبعه بأن وصف من كذب بذلك بالصمم والبكم ، وقوله : في الظلمات يقوم مقام الوصف بالعمى (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ) معناه أخبروني ، والضمير الثاني للخطاب ، ولا محل له من الإعراب وجواب الشرط محذوف تقديره : إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة من تدعون؟ ثم وقفهم على أنهم لا يدعون حينئذ إلا الله ، ولا يدعون آلهتهم ، والآية احتجاج عليهم ، وإثبات للتوحيد ، وإبطال للشرك (إِنْ شاءَ) استثناء أي يكون من النسيان أو الترك (فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) كان ذلك على وجه التخفيف والتأديب (فَلَوْ لا) هذا عرض وتحضيض وفيه دليل على نفع التضرع حين الشدائد (فَلَمَّا نَسُوا) الآية : أي لما تركوا الاتعاظ بما ذكروا به من الشدائد ، فتح عليهم أبواب الرزق والنعم ليشكروا عليها فلم يشكروا فأخذهم الله (مُبْلِسُونَ) آيسون من الخير (دابِرُ الْقَوْمِ) آخرهم ، وذلك عبارة عن استئصالهم بالكلية (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ) شكر على هلاك الكفار فإنه نعمة على المؤمنين وقيل : إنه إخبار على ما تقدم من الملاطفة في أخذه لهم بالشر ليزدجروا ، أو بالخير ليشكروا حتى وجب عليهم العذاب بعد الإنذار والإعذار (قُلْ أَرَأَيْتُمْ) الآية. احتجاج على الكفار أيضا (يَأْتِيكُمْ بِهِ) الضمير عائد على المأخوذ (يَصْدِفُونَ) أي يعرضون (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ) الآية : وعيد وتهديد ، والبغتة ما لم يتقدم لهم شعور به ، والجهرة ما بدت لهم مخايله ، وقيل بغتة بالليل ، وجهرة بالنهار (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) الآية : أي لا ادعى شيئا منكرا