الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٨٠) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (٨١) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (٨٣) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (٨٤) وَلَا تُعْجِبْكَ
________________________________________________________
عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقالوا : ما هذا إلا رياء. وأصل المطوعين المتطوعين ، والمراد به هنا من تصدق بكثير (وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ) هم الذين لا يقدرون إلا على القليل فيتصدقون به ، نزلت في أبي عقيل تصدق بصاع من تمر ، فقال المنافقون : إن الله غنى عن صدقة هذا (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) أي يستخفون بهم (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) تسمية للعقوبة باسم الذنب (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) يحتمل معنيين. أحدهما : أن يكون لفظه أمر ، ومعناه الشرط ، ومعناه : إن استغفرت لهم أو لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ، كما جاء في سورة المنافقين ، والآخر : أن يكون تخييرا ، كأنه قال إن شئت فاستغفر لهم ، وإن شئت فلا تستغفر لهم ، ثم أعلمه الله أنه لا يغفر لهم ، وهذا أرجح لقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الله خيرني فاخترت ، وذلك حين قال عمر : أتصلي على عبد الله بن أبيّ وقد نهاك الله عن الصلاة عليه (سَبْعِينَ مَرَّةً) ذكرها على وجه التمثيل للعدد الكثير (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ) أي الذين خلفهم الله عن بدر وأقعدهم عنه ، وفي هذا تحقير وذم لهم ، ولذلك لم يقل المتخلفون (بِمَقْعَدِهِمْ) أي بقعودهم (خِلافَ رَسُولِ اللهِ) أي بعده حين خرج إلى تبوك ، فخلاف على هذا ظرف ، وقيل : هو مصدر من خلف فهو على هذا مفعول من أجله (وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ) قائل هذه المقالة رجل من بني سلمة ممن صعب عليه السفر إلى تبوك في الحر (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) أمر بمعنى الخبر فضحكهم القليل في الدنيا مدة بقائهم فيها ، وبكاؤهم الكثير في الآخرة ؛ وقيل : هو بمعنى الأمر أي يجب أن يكونوا : يضحكون قليلا ويبكون كثيرا في الدنيا لما وقعوا فيه (إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ) إنما لم يقل إليهم ، لأن منهم من تاب من النفاق وندم على التخلف (لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً) عقوبة لهم فيها خزي وتوبيخ (أَوَّلَ مَرَّةٍ) يعني في غزوة تبوك (فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) أي مع القاعدين وهم النساء والصبيان (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) نزلت في شأن عبد الله بن أبي بن سلول ، وصلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليه حين مات ، وروى أنه صلّى عليه فنزلت الآية ، وروي أنه صلىاللهعليهوسلم لما تقدم ليصلي عليه جاءه جبريل فجبذ ثوبه ، وتلا عليه : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية ، فانصرف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يصل