سورة هود
مكية إلا الآيات ١٢ و ١٧ و ١١٤ فمدنية
وآياتها ١٢٣ نزلت بعد سورة يونس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ
________________________________________________________
سورة هود عليهالسلام
(الر) (كِتابٌ) يعني القرآن ، وهو خبر ابتداء مضمر (أُحْكِمَتْ) أي أتقنت فهو من الإحكام للشيء (ثُمَّ فُصِّلَتْ) قيل معناه بينت وقيل قطعت سورة سورة ، وثم هنا ليست للترتيب في الزمان ، وإنما هي لترتيب الأحوال : كقولك فلان كريم الأصل ثم كريم الفعل (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) أن مفسرة وقيل مصدرية في موضع مفعول من أجله ، أو بدل من الآيات ، أو يكون كلاما مستأنفا منقطعا عما قبله ، على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويدل على ذلك قوله : إنني لكم منه نذير وبشير (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) أي استغفروه مما تقدم من الشرك والمعاصي ، ثم ارجعوا إليه بالطاعة والاستقامة عليها (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً) أي ينفعكم في الدنيا بالأرزاق ، والنعم ، والخيرات ، وقيل : هو طيب عيش المؤمن برجائه في الله ورضاه بقضائه ، لأنه الكافر قد يتمتع في الدنيا بالأرزاق (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) يعني إلى الموت (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) أي يعطي في الآخرة كل ذي عمل جزاء عمله ، والضمير يحتمل أن يعود على الله تعالى أو على ذي فضل (وَإِنْ تَوَلَّوْا) خطاب للناس ، وهو فعل مستقبل حذفت منه إحدى التاءين (عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) يعني يوم القيامة أو غيره كيوم بدر (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) قيل : كان الكفار إذا لقيهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يردون إليه ظهورهم ، لئلا يرونه من شدة البغض والعداوة ، والضمير في منه على هذا يعود إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : إن ذلك عبارة عما تنطوى عليه صدورهم من البغض والغل ، وقيل : هو عبارة عن إعراضهم لأن من أعرض عن شيء انثنى عنه وانحرف ، والضمير في منه على هذا يعود على الله تعالى أي يريدون أن يستخفوا من الله تعالى ؛ فلا يطلع رسوله ولا المؤمنون على ما في قلوبهم (أَلا حِينَ