سورة إبراهيم
مكية إلا آيتي ٢٨ و ٢٩ فمدنيتان وآياتها ٥٢ نزلت بعد سورة نوح
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٢) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٣) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ
________________________________________________________
سورة إبراهيم عليهالسلام
(لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) الخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، والظلمات الكفر والجهل ، والنور الإيمان والعلم (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) أي بأمره وهو إرساله (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) بدل من إلى النور (اللهِ) قرئ بالرفع (١) وهو مبتدأ أو خبر مبتدأ مضمر ، وبالخفض بدل (يَسْتَحِبُّونَ) أي يؤثرون (وَيَبْغُونَها) قد ذكر (بِلِسانِ قَوْمِهِ) أي بلغتهم وكلامهم (أَنْ أَخْرِجْ) أن مفسرة أو مصدرية على تقدير بأن (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) أي عقوباته للأمم المتقدمة ، وقيل : إنعامه على بني إسرائيل ، واللفظ يعم النعم والنقم ، وعبر عنها بالأيام لأنها كانت في أيام ، وفي ذلك تعظيم لها كقولهم يوم كذا ويوم كذا (وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) ذكر هنا بالواو ، ليدل على أن سوء العذاب غير الذبح أو أعم من ذلك ثم جر الذبح كقوله وملائكته وجبريل وميكال ، ذكر في البقرة بغير واو تفسير للعذاب (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ) من كلام موسى ، وتأذن بمعنى أذن أي : أعلم كقولك : توعد وأوعد وإعلام الله مقترن بإنفاذ ما أعلم به (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) هذا معمول تأذن لأنه يتضمن معنى قال ،
__________________
(١). قرأ نافع وابن عامر بالضم ، وقرأ الباقون بالخفض لأنه بدل من الحميد.