سورة الفاتحة
وهي سبع آيات
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١))
________________________________________________________
سورة أم القرآن
وتسمى سورة الحمد لله ، وفاتحة الكتاب ، والواقية ، والشافية ، والسبع المثاني. وفيها عشرون فائدة ، سوى ما تقدّم في اللغات من تفسير ألفاظها ، واختلف هل هي مكية أو مدنية؟ ولا خلاف أن الفاتحة سبع آيات ، إلّا أنّ الشافعي يعدّ البسملة آية منها ، والمالكيّ يسقطها ، ويعدّ أنعمت عليهم آية.
الفائدة الأولى : قراءة الفاتحة في الصلاة واجبة عند مالك والشافعي ، خلافا لأبي حنيفة وحجتهما ؛ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم للذي علمه الصلاة : «اقرأ ما تيسر من القرآن» (١).
الفائدة الثانية : اختلف هل أوّل الفاتحة على إضمار القول تعليما للعباد : أي قولوا : الحمد لله ، أو هو ابتداء كلام الله ، ولا بدّ من إضمار القول في : «إياك نعبد» وما بعده.
الفائدة الثالثة : الحمد أعمّ من الشكر ؛ لأنّ الشكر لا يكون إلّا جزاء على نعمة ، والحمد يكون جزاء كالشكر ، ويكون ثناء ابتداء ، كما أنّ الشكر قد يكون أعم من الحمد ، لأن الحمد باللسان ؛ والشكر باللسان والقلب ، والجوارح. فإذا فهمت عموم الحمد : علمت أنّ قولك : الحمد لله يقتضي الثناء عليه ؛ لما هو من الجلال والعظمة والوحدانية والعزة والإفضال والعلم والمقدرة والحكمة وغير ذلك من الصفات ، ويتضمن معاني أسمائه الحسنى التسعة والتسعين ، ويقتضي شكره والثناء عليه بكل نعمة أعطى ورحمة أولى جميع خلقه في الآخرة والأولى ، فيا لها من كلمة جمعت ما تضيق عنه المجلدات ، واتفق دون عدّه عقول الخلائق ، ويكفيك أن الله جعلها أوّل كتابه ، وآخر دعوى أهل الجنة.
الفائدة الرابعة : الشكر باللسان هو الثناء على المنعم والتحدث بالنعم ، قال رسول الله
__________________
(١). ذكر المناوي في التيسير حديثا عن أنس بن مالك : «أفضل القرآن : الحمد لله رب العالمين» وعزاه للحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وذكر الشافعي في الأم حديثا بسنده إلى عبادة بن الصامت : «لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب».