سورة القمر
مكية إلا الآيات ٤ و ٤٥ و ٤٦ فمدنية وآياتها ٥٥ نزلت بعد الطارق
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(سورة القمر) (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أي قربت القيامة ، ومعنى قربها أنها بقي لها من الزمان [شيء] قليل بالنسبة إلى ما مضى ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين (١) ، وأشار بالسبابة والوسطى (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) هذا إخبار بما جرى في زمان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أن قريشا سألته آية فأراهم انشقاق القمر. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اشهدوا (٢) ، وقال ابن مسعود : انشق القمر فرأيته فرقتين فرقة وراء الجبل وأخرى دونه ، وقيل : معنى انشق القمر أنه ينشق يوم القيامة ، وهذا قول باطل تردّه الأحاديث الصحيحة الواردة بانشقاق القمر ، وقد اتفقت الأمة على وقوع ذلك وعلى تفسير الآية بذلك إلا من لا يعتبر قوله (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) هذه الضمائر لقريش والآية المشار إليها انشقاق القمر وعند ذلك قالت قريش : سحر محمد القمر ومعنى مستمر : دائم ـ وقيل : معناه ذاهب يزول عن قريب ـ وقيل : شديد وهو على هذا المعنى من المرة وهي القوة (وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) أي كل شيء لا بد له من غاية ، فالحق يحق والباطل يبطل (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) الأنباء هنا ، يراد بها ما ورد في القرآن من القصص والبراهين والمواعظ ، ومزدجر اسم مصدر بمعنى الازدجار أو اسم موضع بمعنى أنه مظنة أن يزدجر به (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ) بدل من ما فيه أو خبر ابتداء مضمر (فَما تُغْنِ النُّذُرُ) يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية لمعنى الاستبعاد والإنكار (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) أي أعرض عنهم لعلمك أن الإنذار لا ينفعهم.
__________________
(١). قال العجلوني فيه : رواه الشيخان عن أنس وأحمد عن سهل بن سعد وجابر بن عبد الله.
(٢). رواه أحمد عن ابن مسعود ج أول ص ٤٥٦.