مَكْظُومٌ) هذا آخر ما جرى ليونس ونداؤه هو قوله في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، والمكظوم الشديد الحزن (لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) هو جواب لو لا ، والمنفي هو الذم لا نبذه بالعراء ، فإنه قد قال في الصافات فنبذناه بالعراء فالمعنى لو لا رحمة الله لنبذ بالعراء وهو مذموم ، لكنه نبذ وهو غير مذموم ، وقد ذكرنا العراء في الصافات (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) عبارة عن شدة عداوتهم ، وإن مخففة من الثقيلة بدليل دخول اللام وليزلقونك معناه يهلكونك كقولك : نظر فلان إلى عدوه نظرة كاد يصرعه ، وأصله من زلق القدم ، وقرأ نافع بفتح الياء والباقون بضمها وهما لغتان وقيل : إن المعنى : يأخذونه بالعين ، وكان ذلك في بني أسد كان الرجل منهم يجوع ثلاثة أيام فلا يتكلم على شيء إلا أصابه بالعين ، فأراد بعضهم أن يصيب النبي صلىاللهعليهوسلم فعصمه الله من ذلك ، وقال الحسن دواء من أصيب بالعين قراءة هذه الآية (وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) يعني القرآن أو هو موعظة وتذكير للخلق.