سورة البروج
مكية وآياتها ٢٢ نزلت بعد الشمس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) البروج هي المنازل المعروفة وهي اثنا عشر ، تقطعها الشمس في السنة ، وقيل : هي النجوم العظام ، لأنها تتبرج أي تظهر (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) هو يوم القيامة باتفاق ، وقد ذكر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) يحتمل الشاهد والمشهود أن يكون من الشهادة على الأمر ، أو يكون من معنى الحضور ، وحذف المعمول وتقديره : مشهود عليه أو مشهود به أو مشهود فيه.
وقد اضطرب الناس في تفسير الشاهد والمشهود اضطرابا عظيما ، ويتلخص من أقوالهم في الشاهد ستة عشر قولا يقابلها في المشهود اثنان وثلاثون قولا ، الأول : أن الشاهد هو الله تعالى لقوله وكفى بالله شهيدا ؛ والمشهود على هذا يحتمل ثلاثة أوجه ، أحدها أن يكون الخلق بمعنى أنه يشهد عليهم والآخر أن تكون الأعمال بمعنى أنه يشهد بها والثالث أن يكون يوم القيامة ، بمعنى أنه يشهد فيه أي يحضر للحساب والجزاء ، أو تقع فيه الشهادة على الناس ، القول الثاني : أن الشاهد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لقوله : (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [الحج : ٧٨] والمشهود على هذا يحتمل أن يكون أمته ؛ لأنه يشهد عليهم أو أعمالهم ، لأنه يشهد بها أو يوم القيامة لأنه يشهد فيه ، أي يحضر أو تقع فيه الشهادة على الأمة ، القول الثالث : أن الشاهد أمة محمد صلىاللهعليهوسلم لقوله : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة : ١٤٣] والمشهود على هذا سائر الأمم ؛ لأنهم يشهدون عليهم أو أعمالهم أو يوم القيامة ، القول الرابع أن الشاهد هو عيسى عليهالسلام والمشهود أمته لقوله : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) [المائدة : ١١٧] أو أعمالهم ، أو يوم القيامة. الخامس أن الشاهد جميع الأنبياء ، والمشهود أممهم لأن كل نبيّ يشهد على أمته ، أو يشهد القول بأعمالهم أو يوم القيامة ؛ لأنه يشهد فيه ، القول السادس أن الشاهد الملائكة الحفظة والمشهود على هذا الناس ؛ لأن الملائكة يشهدون عليهم أو الأعمال لأن الملائكة يشهدون بها أو يوم القيامة ، أو صلاة الصبح لقوله : (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) [الإسراء : ٧٨]