موضوعا ومحمولا لكفاية اختلافهما فى الفرض المترتب فى تحقق التمايز بين العلمين (فانه يقال) فى الجواب (مضافا الى بعد ذلك او امتناعه عادة) ان اختلاف الغرضين المهمين الذى به يكون تمايز العلمين محتاج الى الكاشف والكاشف انما هو اختلاف المسائل اذ ظاهر الاتحاد اتحاد الغرض (فلا يكاد يصح) لاجل (ذلك) وضعا ولا يحسن طبعا (تدوين علمين وتسميتهما باسمين) بل الذى يحسن (تدوين علم واحد يبحث فيه تارة لكلا المهمين واخرى لاحدهما) ما لم يكن هناك قدر جامع بين المهمين ومع وجوده فلا محيص عن تدوينه واحد الاتحاد الغرض (وهذا بخلاف) ما لو كان (التداخل فى بعض المسائل) ومثله ما لو نصب المدون قرينة عامة معينة للغرض المهم عند الشروع فى التدوين كاشفة عن اختلافه مع الغرض الآخر المترتب على العلم الآخر المتحد مع هذا العلم بحسب المسائل اذ مع نصب هكذا قرينة لا نتحاشى من الالتزام بحسنه (فان حسن تدوين علمين) حينئذ وتسميتهما باسمين مع نصب القرينة المذكورة وان كانا متحدين فى جميع المسائل كحسنه فيما (لو كانا مشتركين فى مسئلة أو أزيد) مندرجة (فى جملة مسائلهما المختلفة) وقد دونا (لاجل) غرضين (مهمين مما لا يخفى وقد انقدح) وظهر (بما ذكرنا) قوة ما افاده المصنف ايده الله تعالى (من ان تمايز العلوم انما هو باختلاف الاغراض الداعية الى التدوين) وان اتحدت فيها الموضوعات والمحمولات لاطراد ما به الامتياز فيها وسلامته عن الاشكالات (لا الموضوعات ولا المحمولات) وان اختلفت لما تقدم مما يتوجه عليه فلا ينفع فيه ما قدمنا من ان التعليل بالذاتى مقدم على التعليل بغيره إلّا ان ما افاده فى توهين ذلك بقوله (وإلّا كان كل باب بل كل مسئلة من كل علم علما على حده كما هو واضح لمن له ادنى تأمل) لا اراه موهنا اذ لا مانع من الالتزام بذلك ولذا تراهم فى كل باب من ابواب العلم بل فى كل مسئلة من مسائله المهمة يقدمون مقدمات قبل البحث فيها لتعيين موضوعها كما يقدمون ذلك قبل الشروع فى مقاصد العلم إلّا انه قد جرى ديدن القوم واستقر رأيهم