الفصل الثاني
في اجتماع الأمر والنهي في شيء واحد
باعتبار عنوانين
وقبل الخوض في المقصود نقدّم أُموراً :
الأوّل : الفرق بين الاجتماع الآمري والاجتماع المأموري
إنّ الأمر والنهي من المفاهيم ذات الإضافة ، فللأمر إضافة إلى الآمر ، وإضافة إلى المأمور به ، وإضافة إلى المأمور ، كما أنّ النهي له إضافة إلى الناهي أوّلاً ، وإلى المنهيّ عنه ثانياً وإلى المنهيّ ثالثاً ، فعندئذ فهنا صور ثلاث :
١. لو اتّحد الآمر والمأمور ، والناهي والمنهي في زمان واحد ، وكان بين المأمور به والمنهي عنه ، من النسب التساوي كأن يقول : أخرج من البيت في ساعة خاصّة ولا تخرج منه في نفس الساعة ، يسمّى الاجتماع آمرياً ، فإنّ الآمر هو السبب لاجتماع الأمر والنهي في شيء واحد في زمان واحد ، ويكون من قبيل التكليف المحال ، إذ لا ينقدح في ذهن الإنسان ، في زمان واحد إرادتان متضادتان طلبُ الخروج وعدمُه فهذا النوع من الطلب تكليف محال من شخص واحد في زمان واحد ـ بدل كونه تكليفاً بالمحال ـ حيث إنّ عدم إمكان امتثاله يرجع إلى عدم