وأمّا العاطفة فهي بمنزلة الواو مثل قوله : « أكلتُ السمكة حتّى رأسها ».
وأمّا الابتدائية فهي حرف يبتدأ بها الجمل مثل قول الفرزدق :
فوا عجبا حتّى كليب يسبني |
|
كأنّ أبـاها نهشل أو مجاشـع (١) |
إذا علمت هذا فاعلم أنّ حتّى الغائية هي حتّى الجارّة لا العاطفة ولا الابتدائية.
وبذلك تعرف ضعف بعض الأقوال التي نشير إليها.
ثمّ إنّ البحث عن دخول الغاية في حكم المغيّى وعدمه ، إنّما يتصوّر إذا كان هناك قدر مشترك أمكن تصويره داخلاً في حكم المغيّى تارة وفي حكم مابعد الغاية أُخرى كالمرفق ، وأمّا إذا لم يكن كذلك فلا موضوع للبحث ، كما إذا قال : اضربه إلى خمس ضربات ، فالضربة السادسة ، من أفراد بعد الغاية ، والضربة الخامسة داخلة في أجزاء المغيّى حسب التبادر ، فليس هنا شيء آخر يبحث عن دخوله في حكم المغيّى وعدمه.
وبعبارة أُخرى : انّ محلّ البحث ما إذا كانت الغاية ذات أجزاء ، كسورة الإسراء في المثال ، أو الكوفة في قولنا : سر من البصرة إلى الكوفة ، دون ما لم يكن كذلك ، كما في الضربة الخامسة في المثال المذكور ، أو كقولك : اقرأ سورة يس إلى آخرها.
إذا عرفت ذلك فنسرد الأقوال :
١. الخروج مطلقاً ، وهو خيرة المحقّق الخراساني وسيّدنا الأُستاذ قدسسره.
٢. الدخول مطلقاً.
__________________
١. كليب رهط جرير الذي هجاه الفرزدق بشعره هذا. و « نهشل » و « مجاشع » أبناء دارم رهط الفرزدق. فالشاعر يفتخر بآبائه.