وممّا يؤيّد ذلك انّ الواضع وضع لكلّ من الأقسام لفظاً خاصاً ، فلفظة « كلّ » موضوعة للعام الاستغراقي ، كما أنّ لفظة « مجموع » موضوعة للعام المجموعي ولفظة « أي » موضوعة للعام البدلي.
يقول سبحانه : ( الزَّانِيةُ والزَّانِي فاجْلِدُوا كُلَّ واحد مِنْهُما مِائةَ جَلْدَة وَلاتأخُذْكُم بِهِما رأفَةٌ في دِينِ اللّهِ ). (١)
فلفظة كلّ في ( كلّ واحد ) موضوعة للعام الاستغراقي.
يقول سبحانه : ( أَيّاً ما تَدْعُوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسْنى ). (٢)
وقال سبحانه حاكياً عن سليمان : ( يا أَيُّها المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتيِنِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمين ) (٣). فلفظة أيّ في الآيتين موضوعة للعام البدليّ.
نظرية المحقّق الخراساني انقسام العام إلى ثلاثة
ذهب المحقّق الخراساني إلى أنّ انقسام العام إلى الأقسام الثلاثة إنّما هو باختلاف كيفية تعلّق الأحكام به وإلا فالعموم في الجميع بمعنى واحد وهو شمول المفهوم لجميع ما يصلح أن ينطبق عليه ، غاية الأمر : انّ تعلق الحكم به ، تارة بنحو يكون كلّ فرد موضوعاً على حدة للحكم وأُخرى بنحو يكون الجميع موضوعاً واحداً بحيث لو أخلّ بإكرام واحد في « أكرم مجموع الفقهاء » مثلاً ، لما امتثل أصلاً بخلاف الصورة الأُولى فانّه أطاع وأصاب. وثالثة بنحو يكون كلّ واحد موضوعاً على البدل بحيث لو أكرم واحداً منهم لأطاع وامتثل. (٤)
يلاحظ عليه : أنّ ما ذكره غير تام من جهات ثلاثة : رتبة ، وملاكاً ، ووضعاً :
__________________
١. النور : ٢.
٢. الإسراء : ١١٠.
٣. النمل : ٣٨.
٤. كفاية الأُصول : ١ / ٣٣٢.