الفصل العاشر
في الخطابات الشفاهية
هل الخطابات الشفاهية مثل قوله تعالى : ( يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيام ) (١) تختص بالحاضرين في محل التخاطب ، أو تعمّ غيرهم من الغائبين والمعدومين؟
جعل المحقّق الخراساني محل النزاع أحد الأُمور التالية :
الأوّل : في أنّ التكليف المتكفّل له الخطاب ، هل يصحّ تعلّقه بالمعدومين كتعلّقه بالموجودين أو لا؟
الثاني : هل تصحّ مخاطبة المعدوم والغائب في محل الخطاب بالألفاظ الموضوعة له أو بنفس توجيه الكلام إليهم أو لا؟
الثالث : هل الألفاظ الواقعة عقيب أداة الخطاب تعمّ المعدوم والغائب أو لا؟
والبحث عن الأمرين الأوّلين عقلي وعن الثالث لغوي. (٢)
وعلى كلّ تقدير فلنبحث عن الجهات الثلاث.
__________________
١. البقرة : ١٨٣.
٢. كفاية الأُصول : ١ / ٣٥٤.