التقريب الخامس لتصحيح الترتّب
وهناك تقريب خامس قام بتفصيله وتهذيبه وتشييد معالمه المحقّق النائيني آخذاً أصله من المحقّق المجدد الشيرازي ( ١٢٣٠ ـ ١٣١٢ هـ ) ثمّ من تلميذه السيد محمد الفشاركي ( المتوفّى ١٣١٥ هـ ) ( قدس اللّه أسرارهم ) وقد أطال الكلام في المقام ورتّب لإثبات الترتّب مقدّمات خمس ، ونحن نذكر من كلّ مقدمة ملخّصها.
المقدّمة الأُولى : هل الموجب للجمع إطلاق الخطابين أو نفسهما؟
لا إشكال في أنّ الذي يوجب وقوع المكلّف في مضيقة المحال واستلزام التكليف بما لا يطاق إنّما هو إيجاب الجمع بين الضدّين ، وعلى ذلك لا إشكال في سقوط ما هو منشأ إيجاب الجمع ليس إلا ، ولا يمكن سقوط ما لا يوجب ذلك ، وهذان الأمران ممّا لا كلام فيهما ، بل الكلام كلّه في أنّ الموجب لإيجاب الجمع بين الضدّين هل هو نفس الخطابين واجتماعهما وفعليتهما مع وحدة زمان امتثالهما لمكان تحقّق شرطهما؟ أو انّ الموجب لإيجاب الجمع هو إطلاق كلّ من الخطابين لحالتي فعل متعلق الآخر وعدمه.
فلو قلنا بأنّ الموجب لإيجاب الجمع هو إطلاق الخطابين يسقط الإطلاق ويبقى أصل الخطاب ويصحّ الترتب ولو قلنا بأنّ الموجب هو نفس الخطابين واجتماعهما وفعليتهما مع وحدة زمان امتثالهما يسقط الخطابان من رأس وعليه