الماهية بالوجود لا بثبوتها.
ومثل المقام ، فالموضوع هو ذات الماهية ، لكن الطريق إلى تصورها عارية عن كلّ قيد ، رهن لحاظها في الذهن على نحو يكون اللحاظ أمراً مغفولاً عنه ، وغير المغفول ، هو ذاتها من حيث هي هي.
الثاني : ما هو المراد من الكلّي الطبيعي؟
إنّ علماء المنطق قسّموا الكلّي إلى أقسام ثلاثة :
١. كلّي منطقي ، وهو مفهوم لفظ « الكلّي » أي ما يصدق على كثيرين.
٢. كلّي طبيعي ، وهو مصداق الكلّي المنطقي كالإنسان.
٣. كلّي عقلي وهو المجموع من الكلّي المنطقي والطبيعي.
فعندئذ يقع السؤال في أنّ الكلّي الطبيعي هل هو نفس اللا بشرط المقسمي ، أو نفس اللا بشرط القسمي؟
الظاهر من الحكيم السبزواري هو الأوّل ، يقول :
وهـو بكـلّ طبيعـي وُصـف |
|
وكونه من كون قسميه كُشف |
أي نحن نستكشف من وجود القسمين : الماهية بشرط شيء والماهية اللابشرط دليل واضح على وجود المقسم وهو اللا بشرط المقسمي.
وعلى ذلك فالكلّي الطبيعي هو الماهية الملحوظة في الذهن بما هي هي ، أي بذاتها وذاتياتها دون لحاظ أي شيء معها حتّى هذا اللحاظ.
وذهب المحقّق النائيني إلى أنّ المراد منه هو اللا بشرط القسمي ، ولا يمكن جعله من اللا بشرط المقسمي ، وذلك لأنّ الكلّي الطبيعي عبارة عن حقيقة الشيء الذي يقال في جواب ما هو والجامع بين جميع المتّفقة الحقيقة من الأفراد الخارجيّة