الفصل الخامس
في المجمل والمبيّن
و
المحكم والمتشابه
قد أردف الأُصوليّون البحثَ في المطلق والمقيّد بالبحث في المجمل والمبيّن ، وكان الأنسبُ عطفَ المحكم والمتشابه عليهما ليبحث عن الجميع في مقام واحد ، ولعلّ تركهم البحث عن الأخيرين لأجل أنّ آيات الأحكام كلّها محكمة وليس فيها آية متشابهة بخلاف المجمل والمبيّن ، وعلى كلّ تقدير فنحن نطرح الجميع لما بينها من الصلة ، ويقع الكلام في أُمور :
١. المجمل والمبيّن لغة واصطلاحاً
الإجمال في اللغة هو الجمع بلا تفصيل ، يقال أجملتُ الشيء إجمالاً : جمعتَه من غير تفصيل. (١)
قال سبحانه : ( وَقالَ الَّذينَ كَفَرُوا لَولا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرآنُ جُمْلَةً واحِدَة ) (٢) ،
__________________
١. الفيومي : المصباح المنير ، مادة « جمل ».
٢. الفرقان : ٣٢.