غير أنّ هذه التفاسير تأويل للقرآن بمعنى بيان مصاديقها الواضحة ومعالمها الوسطى ولا تعني اختصاص الآية بهم ، وهذا ما يسمّيه سيد المحقّقين العلاّمة الطباطبائي بالجري والتطبيق.
وهذا هو المراد من أنّ للقرآن بطناً أو بطوناً يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « ظهره تنزيله وبطنه تأويله ، ومنه ما مضى ومنه ما لم يجئ بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ». (١)
نحمده سبحانه ونشكره على توفيقه لهذا العبد لتحرير هذه المحاضرات
التي ألقاها شيخنا الأُستاذ ـ مدّ ظلّه ـ في مباحث الألفاظ
وقد لاح بدر تمام هذا الجزء في الثامن من شهر
ذي القعدة الحرام من شهور عام ١٤١٧ هـ
وأرجو من اللّه سبحانه أن يجعل جهدي
ذخراً لآخرتي وسعيي سبباً لنيل رضاه ،
فإنّ ما في الكون يفنى سوى ما كان للّه ، يقول الشاعر :
تأمل في الوجود بعين فكر |
|
ترى الدنيا الدنيّة كالخيال |
|
ومن فيها جميعاً سوف يُفنى |
|
ويبقى وجه ربّك ذو الجلال (٢) |
|
|
أنا الراجي محمد حسين الحاج العاملي عامله اللّه بلطفه الخفي |
||
____________
١. مرآة الأنوار : ٤.
٢. البيتان لمحمد بن أحمد بن عبد اللّه ( المتوفّى ٩٨٨ هـ ) كما في نفح الطيب : ١ / ١٢٠.