الثاني : ليس النزاع مبنيّاً على المسائل الفلسفية
إنّ في الفلسفة مسألتين هامّتين لهما تأثيران في سائر المسائل الفلسفية.
١. هل الأصل في الخارج ، والمنشأ للأثر هو الوجود أو حدّ الوجود وهو الماهية؟
وبعبارة أُخرى : هل المحصّل للغرض هو الوجود وتحقّق الشيء أو المحصّل هو الشيء لكن عند التلبّس بالتحقق؟
فربّما يقال بتعلّق الأمر بالفرد على القول الأوّل وبالطبيعة على القول الثاني.
٢. هل الموجود في الخارج هو طبيعي الشيء أو فرده؟ فعلى الأوّل يكون المتعلّق هو الطبيعة ، وعلى الثاني هو الفرد.
يلاحظ على كلا الأمرين : بأنّ المسائل الأُصولية مسائل عرفية ، وبتعبير آخر عقلائية لا صلة لها بالمسائل الفلسفية الدقيقة ، فانّ الحاكم في المسائل الفلسفية هو العقل الدقيق ، ولكن الحاكم في المسائل الأُصولية هو العرف الدقيق.
وعند ذلك لا وجه لابتناء البحوث الأُصولية على البحوث الفلسفية.
وبذلك يعلم أنّ ما أطنب به المحقّق الاصفهاني ( قدّس اللّه نفسه الزكية ) من أنّ النزاع مبني على أنّ الطبيعي بنفسه موجود أو هو موجود بوجود أفراده تبعيد للمسافة وخروج عن طور البحث في المسائل الأُصولية.
الثالث : ما هو المراد من الطبيعة؟
قد تطلق الطبيعة ويراد بها الماهية الحقيقية التي لو وجدت في الخارج لكانت من إحدى الحقائق الكونيّة وتكون داخلة تحت مقولة واحدة كالإنسان