يكسبه أهل البصائر والكمال من المكاسب الشريفة والمقاصد المنيفة ، ولذا حسن الحصر المذكور ب (إلا) في مثل قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)(١).
وأما ما ذكره من أن اللهو واللعب قد يحصل في غيرها فهو إنما ينافي حصر اللهو واللعب بها ، لا حصرها بهما الذي تضمنته الآية.
ومنها : تعريف المسند إليه باللام ، حيث يدل على انحصاره بالمسند وانتفائه عن غيره ، نحو : العالم زيد ، والنجس من الميتة ما كان له نفس سائلة ، ونحوهما. ومحل الكلام ما إذا لم تكن اللام للعهد ، وإلا اقتضت انحصار المعهود بالمسند دون أصل الماهية.
وقد استشكل فيه بأنه موقوف إما على كون الحمل أوليا ذاتيا ، لملازمة التطابق المفهومي للتساوي المصداقي في الخارج ، أو على كون اللام للاستغراق ، أو كون الماهية ملحوظة بنحو الإرسال. لكن الحمل الأولي خلاف الظاهر في القضايا المتعارفة ، بل يتعين عدمه في غالب الموارد للعلم فيها بعدم التطابق المفهومي ، فليس الحمل فيها إلا شايعا صناعيا. كما أن الأصل في اللام أن تكون للجنس ، وحملها على الاستغراق يحتاج إلى القرينة لو كان معهودا في الاستعمالات ، كحمل الماهية على الإرسال. وعلى ذلك فليس مفاد القضية في المقام إلا حمل المسند على الماهية بلحاظ تطابقهما في الخارج ، وهو لا يقتضي اختصاصها به.
ويندفع بأن ظاهر حمل الشيء على الماهية ـ ولو بضميمة مقدمات الإطلاق ـ اتصاف تمام أفرادها به ، المستلزم لعدم اتصاف شيء منها بما يباينه في الخارج.
__________________
(١) سورة الأنعام الآية : ٣٢.