جعفر عليهالسلام في قوله : (وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً) قال عليهالسلام : كان لحُيي بن أخطب وكعب بن أشرف وآخرين منهم مأكلة على يهود في كلّ سنة وكرهوا بطلانها بأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) فحرّفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته وذكره ، فذلك الثمن القليل الذي أريد به في الآية»(١).
إلى هنا قد تبيّن لنا من خلال ما قدّمناه أنّ أقدّم مصدر روائي معروف كان قد تناول رواية (المأكلة) هو التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي. وأمّا إذا أردنا أن نقتفي آثار هذه الرواية أو الروايات المماثلة لها في المضمون
__________________
(١) ذكر الشيخ الطوسي أيضاً في سياق الآية (٧٩) من سورة البقرة قائلاً : «وروي عن أبي جعفر عليهالسلام وذكره أيضاً جماعة من أهل التأويل أنّ أحبار اليهود كانت غيّرت صفة النبيِّ (صلى الله عليه وآله)ليوقعوا الشكّ للمستضعفين من اليهود» (التبيان ١/٣٢٢). وقد نقلت أيضاً هذه الرواية برمِّتها إلى مجمع البيان (١/٢٩٢) ومنه إلى سائر التفاسير. والجدير بالذكر أنّ الوزير المغربي هو أوّل من كان قد ذكر هذا الموضوع في المصابيح في تفسير القرآن حيث ذكر في سياق الآية (٧٩) من سورة البقرة : «قال أبو جعفر : كانت أحبار اليهود قد غيّروا صفة محمّد (صلى الله عليه وآله) ليوقعوا الشكّ للمستضعفين من اليهود». فعندما نواجه كمّاً هائلاً من الروايات التفسيرية المنسوبة كلّها لأبي جعفر وهي تنتهي إلى الوزير المغربي ومنه إلى أبي جعفر وقد ذكرها من بعده كلّ من الشيخ الطوسي في التبيان والشيخ الطبرسي في مجمع البيان فلا يبقى لدينا إلاّ أن نقول إنّ هذه الروايات نقلت بالمعنى بواسطة الوزير المغربي ، خصوصاً إذا عرفنا أنّ جلّ هذه الروايات إنّما هي في خصوص مجال السيرة وإنّ الوزير المغربي كان له اهتمام خاصٌّ بموضوع السيرة.
انظر مقالتنا (المراحل الأربعة في مدرسة التفسير الشيعي) والمنشورة في مجلّة (صحيفة مبين) في عددها رقم ٥٠ لسنة ١٣٩٠ هـ. ش والتي تناولت العلاقة بين تفسير المصابيح في تفسير القرآن للوزير المغربي والتبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي.