قال : الأئمّة من ولدك...»(١).
ومفهوم الرواية أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يكن يخش النسيان على علىّ عليهالسلام ، بل كان يخشى على أمّته أن تترك أئمّة أهل البيت عليهمالسلام والعلم المودع فيهم ، وتذهب بها المذاهب ، فكتابة عليٍّ عليهالسلام شهادة على صدق واقع النبوّة ، وتوثيق لصحّة المنبع وثرائه.
مصاديق الكتابة الحديثية :
وكان من أوائل من اهتمّ بحديث النبيِّ(صلى الله عليه وآله) بعد أمير المؤمنين أصحاب عليٍّ عليهالسلام الذين يُطلق عليهم أحياناً بالأركان الأربعة. وهؤلاء خالفوا القوم في مسألة الخلافة ، ولم يأخذوا برخصة التقية ، بل تمسّكوا بولاية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ظاهراً وباطناً ، سرّاً وجهراً. واتّفقت الأخبار على سلمان الفارسي(٢) ، والمقداد بن الأسود(٣) ، وجُندَب بن جُنادة (كنايته أبو ذر) (٤). واختلف في الرابع : عمّار بن ياسر(٥) ، أو حُذيفة بن اليمان العبسي(٦).
فأبو ذر الغفاري له كتاب (الخطبة) ذكر فيه الأحداث التي حصلت بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله). ولسلمان كتاب (حديث الجاثليق) كما سيأتي في الفصل
__________________
(١) فرائد السمطين ٢ / ٢٥٩ ، باب ٥٠ ح ٥٢٧. ينابيع المودة ١ / ٧٣ ح ٨ باب ٣.
(٢) رجال الشيخ الطوسي : ٦٥ ، رقم ٥٨٦.
(٣) رجال الشيخ الطوسي : ٨١ ، رقم ٧٩٧.
(٤) رجال الشيخ الطوسي : ٥٩ ، رقم ٤٩٦.
(٥) رجال الشيخ الطوسي : ٧٠ ، رقم ٦٣٩.
(٦) رجال الشيخ الطوسي : ٦٠ ، رقم ٥١١.