وفاته منها في هذه السنة ، فلمّا هممتُ بالانصراف قال لي : يا أبا دعامة قد وجب حقّك ، أفلا أحدّثك بحديث تُسَرُّ به.
فقلتُ له : ما أحوجني إلى ذلك يابن رسول الله.
قال عليهالسلام : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ـ محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : أُكتبْ يا عليّ.
فقلتُ : ما أكتبْ؟
قال(صلى الله عليه وآله) : أُكتب : بسم الله الرحمن الرحيم. الإيمان ما وقرته القلوب ، وصدّقته الأعمال. الإسلام ما جرى به اللسان ، وحلّت به المناكح.
قال أبو دعامة : فقلتُ : يابن رسول الله ، ما أدري والله أيّهما أحسن ، الحديثُ أم الإسناد؟
فقال عليهالسلام : إنّها لصحيفةٌ بخطِّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، نتوارثها صاغراً عن كابر»(١).
إجماع فقهاء الشيعة على كتابة السنّة الشريفة :
أجمع فقهاء الشيعة على حتمية تدوين السنّة الشريفة امتثالاً لتعاليم أئمّتهم عليهمالسلام ، فاصطبغت الثقافة الشيعية الموالية لأهل البيت عليهمالسلام بصبغة التدوين وكتابة الأحاديث مباشرة في زمن المعصوم عليهالسلام.
__________________
(١) مروج الذهب ٥ / ٨٢ ـ ٨٣ ، رقم ٣٠٧٩.