فعلينا أن نبحث عنها في مصادر روائية وتفسيرية شيعية قبل الشيخ الطوسي.
لم تشر أيٌّ من التفاسير الروائية الشيعية قبل الشيخ الطوسي إلى مضمون أو عبارة مشابهة للرواية التي مرّت آنفاً ، فإنّ المصادر التفسيرية الشيعية القديمة مثل علي بن إبراهيم القمّي ، العيّاشي ، فرات الكوفي ، الحبري ، كلّ هذه التفاسير لم تتعرّض لهذه الرواية. كما أنّ المصادر الروائية الشيعية القديمة مثل الكتب الأربعة ، المحاسن للبرقي ، بصائر الدرجات و... فإنّها هي الأخرى لم تُشر إلى هذه الرواية. وحتّى أنّ الشيخ الطوسي أيضاً لم يتكلّم عن محتوى هذه الرواية في سائر كتبه الروائية لذا علينا أن نناقش جميع الاحتمالات الواردة في هذا المجال.
إنّ واحداً من اهمّ المصادر التي اعتمدها الشيخ الطوسي في التبيان هو تفسير الطبري الموسوم بجامع البيان عن تأويل آي القرآن ، فإنّ شطراً كبيراً من الروايات وأقوال الصحابة والتابعين التي جاءت في جامع البيان للطبري إنّما شقّت طريقها إلى التفسير الشيعي من خلال الشيخ الطوسي في بادىء الأمر ومن ثمّ أخذت طريقها إلى مجمع البيان بعد ما ألّف الشيخ الطبرسي تفسيره هذا ، وقد بقيت هذه الروايات في التفسير الشيعي وقد أُشتهر بكونها قد أخذت من مصادر غير شيعية.
فبناءً على ذلك فإنّ المتصوّر للوهلة الأولى هو أنّ الشيخ الطوسي أخذ هذه الرواية من الطبري وأنّ المراد من أبي جعفر في أوّل هذه الرواية هو أبو جعفر الطبري لا الإمام الباقر عليهالسلام ، وإنّ هذا الرأي طرحه المرحوم نعمت الله صالحي النجف آبادي عندما تعرّض إلى المنقولات الروائية في تفسيري