من تفسيره من دون أن يصرّح باسمه(١) ، هذا ما جعلنا أن نستنتج أنّ الوزير المغربي كان هو المصدر الأساسي والبوّابة الرئيسية التي تمّ من خلالها تسلّل هذه الروايات إلى التفسير الشيعي منذ بداية القرن الخامس الهجري.
إنّ المصادر التفسيرية التي اعتمدها الوزير المغربي في المصابيح في تفسير القرآن على ثلاثة نماذج :
الأوّل : الروايات الشيعية المأخوذة من المصادر الشيعية ومن مصادر أهل السنّة ـ من دون ذكر السند والمصدر ـ والتي تنتهي إلى واحد من أئمّة الشيعة مثل الإمام زين العابدين عليهالسلام والإمامين الصادقين عليهماالسلام.
الثاني : روايات الصحابة والتابعين والتي تأخذ غالباً من تفسير الطبري ، تفسير أبي مسلم ، آيات الأحكام (لأبي بكر الجصّاص الرازي) وتارة من تفسير مقاتل بن سليمان وبعض المصادر الأخرى.
__________________
(١) إنّ في خصوص هذا الموضوع يتبيّن لنا بوضوح أنّ ما نقله الشيخ الطوسي في التبيان هو من اختصاص الوزير المغربي في تفسيره حيث أنّه كثيراً ما نقل مثل هذه المواضيع من العهدين القديم والجديد. فقد ذكر في المصابيح في تفسير القرآن في سياق قوله تعالى :(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا الله) (المائدة ١١٧) قائلا:ً «وقوله عزّ وجلّ أي اعبدوا الله ربّي وربّكم شاهد بلفظ الإنجيل ، فإنّه ذُكِرَ في الفصل الرابع من انجيل لوقا : قال المسيح مكتوب أن اسجدوا لله ربّك وإيّاه وحده فاعبد وهذا لفظه وهو النصّ على التوحيد بحمد الله تعالى» فقد ذكر الشيخ الطوسي نفس هذا الكلام برمّته في التبيان (٤/٧٠) ولم يشر إلى إسم الوزير المغربي حيث قال : «وقوله (أَنِ اعْبُدُوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ) شاهد بلفظ الإنجيل فإنّه ذكر في الفصل الرابع من إنجيل لوقا قال المسيح : مكتوب أن اسجد لله ربّك وإيّاه فاعبد وهذا لفظته وهو صريح التوحيد».