قريتا العكر وبربورة:
ولا تدلّنا الوثائق الثقافية على الظروف التاريخية لنشأة العكر وبربورة ، ولا نملك قولاً حاسماً في التأكيد على البدايات الثقافية لوجودهما ، وأيّهما سبقت الأخرى في الوجود ، وإن كان من مسلّمات التاريخ أنّ إحداهما تقدّمت بالتأكيد قبل الأخرى في النشأة التاريخية ، وتبقى الحيرة قائمة هنا في أن أيّهما سبقت الأخرى أسوة بكلّ القرى البحرانية لأنّها جميعاً ذات وجود تاريخي بعيد يصعب قول كلمة صحيحة دون أدلّة وأسانيد ثقافية تاريخية ، وبطبيعة الحال سنترك الإجابة مؤقّتاً إلى حين آخر حتّى تتوافر بعض الأدلّة والأسانيد ، وحتّى نسمع لاحقاً كلمة المؤرّخين والجغرافيّين المحلّيّين والأجانب.
وليس مهمّاً الآن الحصول على إجابة للإشكالية التاريخية السابقة الخاصّة بأسبقية إحدى القريتين على الأخرى في الزمان والوجود التاريخي وفي النشأة الأولى ، ولكنَّ المهم ـ بعد تلك الإشكالية ـ الوقوف على حقائق من التاريخ الثقافي للقريتين ، ولمَّا كنَّا قد بحثنا في دراسة مطوّلة سابقة جوانب مضيئة من التراث الثقافي في بلدة (بربورة) التاريخية المندثرة منذ نهاية العقد الثاني من القرن العشرين ، وأعطينا إشارات أوّلية عن علمائها وبعض الأسر العلمية فيها فإنّه لم يبق لنا إلاّ البحث عن حقائق هي الأخرى أوّلية عن بعض علماء العكر وتراثهم الثقافي والأسر العلمية فيها ، فالتراث الثقافي للقريتين لم يأخذا حظّهما من العناية والاهتمام في مصادر دراسة التراث الثقافي العلمي والروحي لعلماء البحرين في القرون الهجرية الأربعة