ستّة منهم على الأكثر ، وقد تأثّرت حالة التنوع الثقافي بهذه المحدودية.
ثانياً : غلبة الثقافة الدينية.
ركّز علماء البحرين وأدباؤهم وفلاسفتهم في نهضتهم الثقافية خلال القرون الهجرية الأربعة من القرن العاشر حتّى الثالث عشر على نوعين من الموادّ الدراسية كانوا يهتمّون بتدريسها في مؤسّساتهم التعليمية وحوزاتهم الدينية ، ولم يخرج علماء العكر ـ سواء في موطنهم الأصلي قرية العكر أو في أماكن هجرتهم ـ على العلوم الشرعية والعلوم العقلية ، فالمنهج السائد في البيئة التعليمية البحرانية آنذاك يتمّ تنفيذه في كلّ الحوزات العلمية مع اختلاف بسيط في بعض التفاصيل وفقاً لظروف كلّ حوزة على حدة ، وبالتالي فإنّ علماء العكر يقومون بتعلّم وتعليم نوعين من العلوم ، فإمّا دراسة وتدريس العلوم الشرعية بالإضافة لعلوم العربية كالأدب والنحو والصرف ، وإمّا العلوم العقلية كالحكمة والمنطق والطب الشعبي وغيرها ، ورغم ذلك كلّه فالغلبة السائدة في مناهج دراستهم للثقافة الدينية أو العلوم الشرعية وكل ما يرتبط بها كعلوم اللغة العربية.
ثالثاً : الهجرة العلمية.. دوافعها وتأثيراتها.
من الظواهر التي رافقت حياة علماء العكر هجرتهم الداخلية والخارجية عن قريتهم ، وهم بالنسبة لهذه الظاهرة ليسوا بدعاً ، فمئات من علماء البحرين ولأسباب مختلفة وفي عصور متعدّدة عاشوا التجربة ذاتها ، واكتووا بأوضار