الثقافي في فترة ما ، إلاّ أنّ عدم تدوين هذه النشاطات يجعل البعض يشكك في الاعتراف بها كحقائق ، بل يطال التشكيك حتّى الوقائع المكتوبة ، وينسحب هذا القول على ممارسة علماء العكر للتدريس كنشاط ثقافي مرتبط بوظائفهم العبادية والروحية التي كلّفوا بها من قبل المشرّع التربوي الإسلامي ، فما أن يتخصّص المرء في دراسة العلوم الشرعية حتّى يداخله بالضرورة إيمان فطريٌّ وتشريعيٌّ بتنفيذ التكليف الشرعي الذي يلزمه القيام بمهمّة تدريس طلبة العلم وتبليغ الناس بأحكام الدين.
كقيام الشيخ أحمد بن الحاج محمّد بن أحمد بن سرحان بإدارة حلقة درس تعليمي في أحد مساجد عمان بعد صلاة العشاء.
يقول أحد مصادر التراث الثقافي البحراني عن ممارسة العلاّمة الشيخ أحمد بن محمّد بن سرحان لعملية التدريس الديني في سلطنة عمان لفرقة الحيدرآبادية : «كانت له حلقة درس في مسجد ابن عبَّاس بعد صلاة العشاء ، ويراجعه الناس في مسائلهم»(١) وذلك عقب عودته من دراسته الحوزوية بمدينة النجف الأشرف العراقية ، فسافر مباشرة مع أعضاء من هذه الجماعة إلى سلطنة عُمَان تنفيذاً لطلب ورغبة فرقة (الحيدر آبادية) الذين ألحّوا على دعوته لبلادهم فاستجاب لهم ، وقام بتوعيتهم بأحكام الدين عن طريق الخطابة والتدريس المسجدي كما أوضحت بعض مصادر التراجم وكتَّاب السيرة.
__________________
(١) جزيرة سترة بين الماضي والحاضر ، دراسة وتحليل : ١٥٩.