الكليني ومنهجيّته في الكافي
السيّد علي محمود البعاج
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم تمهيدي :
حمداً لك اللّهمّ وصلاة وتسليماً على عباده الذين اصطفى : محمّد وآله الهداة المهديّين وعلى صحبه الأبرار المنتجبين والشهداء والصدّيقين والعلماء الربّانيّين.
وبعد فقد قيّضت المشيئة الإلهية والإمدادات الغيبية للحديث الشريف حَفَظة تداولوه بالدرس والتدريس وتعاهدوه بالإبانة والتوضيح ما كرّ الجديدان ، ولم تثنهم عن ذلك طوارق الحدثان ، وذهبوا في ذلك مذاهب شتّى ، ولا ضير فإنّ الوصول إلى الله «بعدد أنفاس الخلائق» ، (وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) ، والحديث المطهّر هو الامتداد الطبيعي للذكر الحكيم (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى) وهو أعرف من أن يعرّف وأقدس من أن يحرّف.