تقطّعت أوصالها واستقلت أمصارها ، لقد سادت الفوضى وعمّت الاضطرابات وانقسمت الدويلات ـ حيث كانت (الري) و(كلين) موقعاً للصراعات المتلاحقة والوجودات المتضاربة :
١ ـ إخضاع الري إلى الدولة العلوية في (طبرستان) ، فقد توسعت كثيراً بين (٢٥٠ـ٢٥٣هـ) ، وكان أقطاب العلويين قد استدعوا الحسن بن الحسن العلوي وتسلّم مقاليد الأمور فيها.
٢ ـ اضحت (الري) ميداناً صاخباً للقتال بين القوّاد الاتراك للخلفاء العباسيين وبين (الدولة السامانية) ، ففي عام (٢٦١هـ) استقلّ ـ إلى حدّ كبير ـ نصر بن أحمد الساماني ببلاد (ما وراء النهر) وهي تتمثل بمناطق (بخارى) و(سمرقند) إلى (خراسان) حتّى توفّي عام (٢٧٩هـ) وولّي بعده أخوه إسماعيل بن أحمد(١).
٣ ـ ظهور التشيّع فيها على يد أحمد بن الحسن المارداني سنة (٢٧٥هـ) بعد استيلائه عليها(٢).
٤ ـ تعرّضت إلى مطامح (الديالمة) وهم طلائع (البويهيين) وذلك في سنة (٣١٦هـ).
هذا فيما يرتبط بـ : (كلين) و(الري) بخصوص الحالة السياسية فيها ، أمّا الحالة السياسية العامّة في عهد الشيخ الكليني فإنّ هذا العصر تميز بـ :
__________________
(١) موسوعة الإمام المهدي/ تاريخ الغيبة الصغرى/ج١.
(٢) الكليني وكتابه الكافي.