إلى الدرّ المنثور للسيوطي(١).
ثالثاً : إنّ الكلبي ورواياته التفسيرية لم تكن مقبولة في أوساط مفسّري العالم الإسلامي في القرون الأولى إلاّ في المدرسة التفسيرية لما وراء النهر وخراسان ونيشابور ، حتّى أنّ كثيراً من المفسّرين ذكروا آراءه التفسيرية بأسماء موهمة ، يقول السمعاني في الأنساب : «يروي عنه الثوري ومحمّد ابن إسحاق ويقولانّ : حدّثنا أبو النضر حتّى لا يعرف ، وهو الذي كنّاه عطية العوفي أبا سعيد ، فكان يقول حدّثني أبو سعيد بن ندبة الكلبي فيتوهّمون أنّه اراد به أبا سعيد الخدري»(٢).
ومن خلال هذا الأمر يتبيّن لنا أنّ بعض المفسّرين فيما بعد لم يستطيعوا أن يغضّوا النظر عن آراء وأقوال الكلبي في باب أسباب النزول والسيرة ، فكانوا ينقلون هذه الروايات عنه بأسماء مستعارة. وقد يكون هذا هو السبب في شياع بعض المقتطفات من الروايات التفسيرية للكلبي والتي جاءت في كتاب الواضح في تفسير القرآن وفي تفسير ابن عبّاس المعروف بـ : تنوير المقباس.
وأمّا بالنسبة إلى الوزير المغربي فإنّه لم يقطن في إقليم خراسان ونيشابور وكان المفسّرون في الشامات ومصر والعراق يجتنبون تفسير
__________________
(١) أنظر المخطّط في آخر المقالة ليتّضح لك بنحو أكمل كيفية ارتباط الرواة والمفسّرين مع بعضهم البعض.
(٢) الأنساب ٥/٨٦.