الكلبي(١) فمن الطبيعي أنّه قد يكون قد غيّر اسم الكلبي في المصابيح إلى أبي جعفر(٢).
وهناك بعض النكات لابدّ لنا أن نأخذها بعين الاعتبار إكمالاً لهذه النظرية :
أ ـ إنّ الوزير المغربي لم يعتن أبداً في نقله بسلسلة أسانيد الروايات ، فقد جاء الكثير ممّا نقله عن الصادقين عليهماالسلام ، الزهري ، ابن إسحاق ، ابن هشام ، الواقدي ، البخاري ، الطبري و.... في تفسيره من دون ذكر أيِّ سند.
ب ـ إنّ الوزير المغربي لم يتقيّد في نقله للرواية بضوابط النقل من نقل النصّ الكامل بل كان ينقل بالمعنى والمضمون ، فقد جاء نقله مطلقاً وموافقاً لمضمون المعنى الروائي.
إنّ الأمد القصير الذي عاشه الوزير المغربي في حياته كان مفعماً بكثير من الاضطرابات السياسية آنذاك في العراق وحلب ومصر والشامات فمن الطبيعي أن لا تتوفّر لديه مختلف المصادر ولم تكن في حوزته ما يساعده في تدوين مصنّفاته حتّى أنّه تارة كان يلفّق بين قولين لشخصين وينسب إليهما
__________________
(١) كذلك الشيخ الطوسي الذي عاش بعد المغربي في بغداد بعدّة عقود من الزمن هو الآخر عدَّ الكلبي ـ في مقدّمة تفسيره التبيان ـ في عداد المفسّرين الذين كانت طريقتهم التفسيرية مذمومة من قبل البعض (التبيان ١/٦) وهو أمرٌ نابع من المحيط الذي كان يعيشه محدّثي ومفسّري أهل السنّة في القرنين الرابع والخامس الهجري في العراق.
(٢) ويمكننا أيضاً ان نحتمل تصحيف كنية أبي نصر بأبي جعفر ولكنّه احتمال ضعيف جدّاً وذلك لأنّ هذا التصحيف لا يمكن تصوّره مع وجود التكرار لأبي جعفر الذي بلغ ما يقارب المئتي مرّة في المصابيح في تفسير القرآن.