ذلك القول الذي استخلصه من قوليهما ، فعلى سبيل المثال قال في سياق الآية (١٨١) من سورة الأعراف : «هي أمّة محمّد عليهالسلام ؛ عن قتادة وابن جريج وأبي جعفر» ، وذكر في مقام آخر فهرسةً بأسماء من آمن من اليهود نقلاً عن أبي جعفر وابن إسحاق(١).
ج ـ إنّ الوزير المغربي لم يذكر للكلبي وتفسيره إسماً في كتابه المصابيح بالرغم من أنّه كان يعرفه حقّ المعرفة ، وهذا الأمر ليس بالعجيب بالنسبة إلى الوزير المغربي حيث إنّه كان يتحرّز عن ذكر أيِّ واحد من الرواة والمفسّرين الشيعة ممّن كانوا قبله وذلك بسبب موقعيّته الاجتماعية الخاصّة ، فإنّ كتابه للخليفة العبّاسي ـ الذي نقله لنا ابن عديم ـ يبيّن لنا أنّه كان مجبوراً على أن يدرء عن نفسه نسبة الاتّهام بالتشيّع خصوصاً أمام الخلفاء الفاطميّين في مصر(٢).
د ـ وآخر ما يمكن أن يقال في هذا الخصوص أنّ هناك شواهد عديدة
__________________
(١) في تفسير الآية (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِالله) (آل عمران ١٩٩) لقد نقل الوزير المغربي عن أبي جعفر وابن إسحاق قائمة فيها عدد من أسماء يهود المدينة الذين آمنوا بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله) : «عبد الله بن سلام ، ومخيريق وثعلبة بن سعية ـ وهو الذي بشر رسول الله باسلام ريحانة من بني قريظة ـ ، ويامين بن كعب النضري ـ وكان فيمن أنفق في جيش العسرة ـ ، وزيد بن الصيب من بني قينقاع ـ ولقد نافق بعد ذلك إلاّ أنّه كان على ظاهر الإسلام ـ ، وأسيد بن سعية وعبد الله بن صورا وأسد بن عبيد وأبو سعد بن وهب ـ أسلما بتأمين على أموالهما فأحرزاها من بين أيدي بني النضير ـ ، كلّ هؤلاء ذكرهم أبو جعفر وابن إسحاق».
(٢) بغية الطلب ٥/٢٥٣.