فقال عمرُ : نحّوا عنّا هذه الأعرابيةَ»(١).
وفي مسند أحمد والمصاحف للسجستاني «عن أبي العالية : أنّهم جمعوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكر ، فكان رجال يكتبون ويملي عليهم أُبيّ بن كعب ، فلمّا انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة (ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَيَفْقَهُونَ) فظنّوا أنّ هذا آخر ما أنزل من القرآن ، فقال لهم أُبيّ بن كعب : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أقرأني بعدها آيتين : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) إلى (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
ثمّ قال : هذا آخر ما نزل من القرآن ، فختم الأمر بما فتح به : (بالله الذي لا إله إلاّ هو) وهو قول الله تبارك وتعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُول إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)»(٢).
المناقشة :
هذه هي النصوص المعروفة والمشهورة عن جمع أبي بكر للقرآن ـ في الصحاح والسنن ـ وهي تطلعنا على عدّة أمور :
١ ـ ملاحظة الاضطراب فيها ، ففي ما أخرجه البخاري والترمذي ترى
__________________
(١) المصاحف لابن الأنباري وعنه في كنز العمّال ٢ / ٥٧٦ / ح ٤٧٦٢.
(٢) مسند أحمد ٥ / ١٣٤ ، والمصاحف ١ / ٢٩١ ، باب جمع أبي بكر الصدّيق القرآن في المصاحف بعد رسول الله ؛ وفتح الباري ١٠ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، باب جمع القرآن.