والسؤال الثاني : من الذي راجع زيد بن ثابت ، هل هو الخليفة أم عمر ابن الخطّاب ؟ وهل عدم قبوله طلب أبي بكر وقبوله طلب عمر يعني بأنّه كان على صلة بعمر أكثر من صلته بأبي بكر؟ أم لا يعني شيئاً؟
فما جاء في مسند أحمد «عن أُبيّ بن كعب. ـ وفي المصاحف عن أبي العالية ـ : «أنّ رجالا من الصحابة كانوا يكتبون المصاحف في خلافة أبي بكر وأُبيّ يملي عليهم» يخالف ما ادّعاه زيد من مراجعة أبي بكر أو عمر له.
كما أنّ في الخبر الأوّل أيضاً أنّ المباشر الوحيد في عملية الجمع هو زيد بن ثابت لقول زيد : «فوالله لو كلّفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن» وهذا يتعارض مع خبر المصاحف وما روي عن أُبيّ بن كعب بأنّ رجالا من الصحابة كانوا يكتبون المصاحف في خلافة أبي بكر وأُبي بن كعب يملي عليهم.
كما أنّه يخالف أيضاً ما ذهب إليه بعض الأعلام من مشاركة آخرين لزيد ، منهم عمر.
والأمر الثالث في الخبر الأوّل ، وهو الأهمّ : ادّعاء زيد عدم وجود آية (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) مع أحد غير حذيفة ، في حين تراه موجوداً عند أُبيّ بن كعب كما مرّ في خبر أبي العالية في المصاحف قبل قليل.
__________________
سالم بن عبدالله بن عمر قال : جمع أبوبكر القرآن في قراطيس ، وكان سأل زيد بن ثابت في ذلك فأبى حتّى استعان عليه بعمر ففعل.» فالسؤال هل الجمع لأبي بكر أم لزيد؟!