وبالتنسيق مع جبرئيل الأمين ، وهذا ما نشاهده في فوائد عرض القرآن على جبرئيل كلّ عام.
وكذا أنّ ما ادّعوه من أنّ أبا بكر رتّب سورها باستشارة الصحابة فهو الآخر يخالف المنقول عن ترتيب رسول الله(صلى الله عليه وآله) للسور والآيات.
وكذا يخالف ما نقل عن الصحابة من اختلاف ترتيب مصاحفهم ، واختلافها مع ترتيب المصحف المنسوب إلى أبي بكر وزيد بن ثابت ، فما معنى كلّ هذه الأقوال ، وتضاربها في بعض الأحيان؟
فلا أدري كيف يقولون بإشراف أبي بكر وزيد بن ثابت على جمع القرآن ، ولا يقبلون بجمع رسول الله للقرآن والله تعالى أمّن النبيّ من النسيان بقوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَى).
ألم يكن احتمال النسيان بعد وفاة رسول الله أكثر وقوعاً من زمانه ، فكيف يرجّحون الثاني ولا يقبلون بالأوّل؟
٢ ـ إنّ جمع أبي بكر ـ المدّعى ـ للقرآن لم يكن بأمر الرسول أو بوصية منه(صلى الله عليه وآله) ، بل كانت لواقعة وقعت في عهده ، وهي واقعة يوم اليمامة ـ المعركة التي وقعت في مدينة حجر اليمامة شرقي الحجاز ، بين أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع مسيلمة الكذّاب وأَتباعهِ ، ممّا دعا أبا بكر أن يجهّز جيشاً بقيادة خالد بن الوليد لمحاربته ، فحاربوه وقتلوه وقتلوا من معه ـ وقيل بأنّه قُتل في