تلك المعركة سبعون صحابيّاً قارئاً ، وقيل : سبعمائة أو أكثر ، فخاف أبو بكر أن يستحرّ القتل بالقرّاء في كلّ المواطن فيذهب من القرآن كثير ، فعمد إلى جمعه.
٣ ـ إنّ قول أبي بكر لعمر : «كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله» غير واقعيٍّ ؛ لأنّه يُفهم مِنْ كَلامِهِ أَنَّهُ يريد أن يفعل شيئاً لم يفعله رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، حين نعلم علماً يقينيّاً بوجود كتبة لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ، كانوا يكتبون الوحي له في حياته (صلى الله عليه وآله) ، ومعناه وجود تدوين لبعض آيات القرآن والسور على عهده الشريف ، وكان زيد بن ثابت من أُولئك المدوّنين والكتبة لرسول الله(صلى الله عليه وآله)حسبما يقولون !
وأنّ رسول الله كان يأمر أولئك الكتبة بوضع الآية الفلانية في السورة الفلانية ، أو قوله (صلى الله عليه وآله) لزيد : «إقرأه» ، [فقال زيد] : «فأقرأُه» ، فإن كان فيه سقط أقامه» كلّ هذه النصوص تدلّ على إشراف رسول الله(صلى الله عليه وآله) على تأليف القرآن وترتيبه في عهده.
فلو صحّ هذا ، فمعناه : إنّ ما فعله أبو بكر ليس بواقعي لا يحتاج إلى هكذا تخوّف. بل لا يحتاج إلى أن يشاور المسلمين ، أو أن يقوم خطيباً فيهم ، حسبما جاء في خبر المصاحف لابن الأنباري.
كما أنّه لا يحتاج إلى أن يقول زيد : «فلم يزل أبو بكر يراجعني» ، وفي أخرى : «فلم يزل عمر يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح له صدر