أن يختلفوا فيه اختلاف اليهود والنّصارى ، ـ كما ترى تفصيل ذلك في الجمع الثّالث ـ.
أمّا عدم نسخ كبار الصّحابة مصاحف على نمط ما جمعه أبوبكر ، فلم يكن هناك ما يدعو لذلك ، لعدم اختلاف ما جمعه أبو بكر بما عند النّاس ، وإنّ بعضهم كتبوا مصاحفهم على ما عند النّبيّ(صلى الله عليه وآله) وتلقّوه منه سماعاً ، فكان جمع أبي بكر بمثابة سجلٍّ للقرآن ، يرجع إليه إذا حدث أمر ، كما وقع لعُثمان حين جَمْعه القرآن ، فإنّه رجع إلى الصُّحُف البكريّة ، وكانت عند حفصة بنت عمر»(١).
وهذا الجواب ليس بكاف بنظرنا بل فيه اضطراب ؛ لأنّه يدّعي في أوّل كلامه بأنّ أبا بكر (جمعه بالأَحرف السبعة ، والناس يقرؤون بها إلى زمن عثمان ، فلا يختلف مصحف أبي بكر عمّا يقرؤه الناس).
في حين أنّه وبعد أسطر قال في سبب جمع عثمان للمصاحف بأنّه (لم يجمع القرآن إلاّ بعد أن رأى اختلاف النّاس في قراءته ، حتّى أنّ بعضهم كان يقول : إنّ قراءتي خيرٌ من قراءتك ، وكان جمعه له بحرف واحد...).
فمتى وقع هذا الاختلاف بين المسلمين ، هل في عهد أبي بكر ، أم في عهد عمر ، أم في عهد عثمان ، فالكاتب الكردي يقول بأنّ الاختلاف لم يقع بين المسلمين إلى زمان عثمان.
__________________
(١) نصوص في علوم القرآن ٣/٣٩٤ عن تاريخ القرآن وغرائب رسمه.