ولا بد من علاقة بين المدلول الحقيقي والمجازي ، فإن كانت غير المشابهة بينهما ، فالمرسل (٢) وإلا فالاستعارة (٣).
فإن ذكر المشبه به نحو رأيت أسدا يرمي فالتحقيقية (٤).
وإن ذكر المشبه نحو قولنا : على كرم الله وجهه يفترس الأقران. فالمكني عنها (٥) وهي تستلزم الاستعارة التخييلية (٦) نحو : يفترس الأقران. ولفظ (يفترس) استعارة تبعية (٧).
وقد حصرت العلاقة بالاستقراء في تسعة عشر نوعا ، وبيانها : هي بالمشابهة إما بالشكل (٨) أو بالاشتراك في الجنس ، أو في صفة ظاهرة ، فنقول : (إنسان) لصورة كالإنسان ، وثوب زيد. للمشارك له في جنسه ، وأسد للرجل الشجاع.
أو تسمية الشيء (٩) باسم ما يؤول إليه ، كالخمر للعصير.
أو باسم ما كان عليه كالعبد للعتيق.
أو باسم محله ، نحو : سال الوادي. أو العكس : نحو (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ) (١).
__________________
(١) هكذا في الأصل ، ويمكن أن يكون اللفظ (خلاف المعلوم من لغة العرب يعرف هذا بالتتبع) فلينظر اللفظ.
(٢) أي : فالمجاز المرسل نحو : اليد بمعنى النعمة.
(٣) أي : وإن كانت العلاقة المشابهة فهو الاستعارة ، نحو : أسد للرجل الشجاع.
(٤) سميت تحقيقية ؛ لتحقق معناها حسا وعقلا.
(٥) سميت مكنية : لعدم التصريح بها وعدم تحقيق معناها.
(٦) سميت تخييلية ؛ لأنه لا تحقق لمعناها حسا ولا عقلا ، بل هو صورة وهمية ، وإنما استلزمت الاستعارة بالكناية الاستعارة التخييلية ؛ لأن التخييلية قرينة المكني عنها.
(٧) وهو الاستعارة في الأفعال ، وذكر في الشرح أن الاستعارة في الحروف تسمى تبعية ، وإنما سميت تبعية ؛ لأن الاستعارة في الأفعال تابعة للاستعارة في المصادر.
(٨) م ط ، خ (وهي إما المشابهة في الشكل)
(٩) هذا وما بعده ما كانت العلاقة فيه غير المشابهة.