لنا : قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (١) الآية.
وإلزامه تعالى لهم عبادته (٢) عرض على الخير الذي هو الفوز بالجنة ، والنجاة (٣) من النار ؛ إذ لا يكون لأحد من المكلفين إلا لمن عبده تعالى ؛ لما يأتي إنشاء الله تعالى.
قالوا : قال الله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ) (٤) الآية.
قلنا : اللام فيه للعاقبة ، كقوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٥) العدلية : وخلق الله غير المكلف ـ الجمادات ـ لنفع الحيوان مجردا عن اعتبار غير العقلاء ، ومعه (٦) للعقلاء.
وسائر الحيوان غير المكلف ليتفضل عليه ، وفي كل حيوان اعتبار.
وإباحة الله بعض الحيوان لبعض ، نحو المذكيات ، والتخلية ـ حسنة (٧) ؛ لمّا كانت لمصالح لها [يعلمها الله تعالى] فهي كالفصد.
فصل [في الآلام ونحوها]
والألم من فعل فاعل.
الطبائعية : بل الألم من الطبع.
قلنا : لا تأثير لغير الفاعل ، كما مر.
__________________
(١) الذاريات : ٥٦.
(٢) م ط (لهم عبادتهم إياه).
(٣) م ط (والسلامة من النار).
(٤) الأعراف : ١٧٩.
(٥) القصص : ٨. م ط زيادة لفظ (لا للغرض).
(٦) أي : وللنفع مع الاعتبار في حق المكلفين.
(٧) (حسنة) خير عن (إباحة الله) و (التخلية).