وله كتب كثيرة في العروض والنحو والقوافي. قال ثعلب : ومات الأخفش بعد الفراء ، ومات الفراء سنة سبع ومائتين بعد دخول المأمون العراق بثلاث سنين. وذكر ابن عبد الملك التاريخي في كتابه : حدثني الحسين بن إسماعيل البصري قال : سمعت العباس بن الفرج الرياشي يقول : أخبرني الأخفش قال : يهمز الحرف إذا كان فيه ألف وقبلها فتحة وأنشد للعجاج وخندف هامة هذا العالم في قصيدته التي يقول فيها :
يا دار سلمى إسلمي ثم اسلمي
فلما همز العالم للفتحة التي قبلها ، لم يكن مؤسسا لأنهم يجعلون الهمزة بمنزلة سائر حروف العلة والقلب قال : وكان أبو حية النميري ممن يهمز مثل هذا قال : والواو إذا كانت قبلها ضمة همزوها مثل «يؤقن» قال : فقلت له : فالياء إذا كانت قبلها كسرة قال : لا أدري. وذكر الجاحظ أن أبا الحسن الأخفش كان يعلم أبناء المعدل بن غيلان فقال له عبد الله فكتب إلى المعدل وقد استجفى الغلام :
أبلغ أبا عمرو إذا جئته |
|
بأن عبد الله لي جاف |
قد أحكم الأداب طرا فما |
|
يجعل شيئا غير إنصافي |
فكتب إليه المعدل :
إن يك عبد الله يجفوكم |
|
يكفيك ألطافي وإتحافي |
وذكر محمد بن إسحاق النديم في كتابه قال : مات الأخفش سنة إحدى عشرة ومائتين بعد الفراء. قال : وقال البخلي في كتاب فضائل خراسان :
أصله من خوارزم ويقال : توفي سنة خمس عشرة ومائتين. وروى الأخفش عن حماد بن الزبرقان وكان بصريا ، وله من الكتاب المصنفة ما أورده ياقوت.
ووقف أعرابي على مجلس الأخفش ، فسمع كلامهم في النحو فحار وعجب واستطرق ووسوس. فقال له الأخفش : ما تسمع يا أخا العرب؟ قال : أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس في كلامنا ، فأنشد الأخفش لبعض العرب :
ماذا لقيت من المستعربين ومن |
|
تأسيس نحوهم هذا الذي ابتدعوا |