إن قلت قافية فيما يكون لها |
|
معنى يخالف ما قاسوا وما صنعوا |
قالوا : لحنت وهذا الحرف منخفض |
|
وذاك نصب وهذا ليس يرتفع |
وحرشوا بين عبد الله واجتهدوا |
|
وبين زيد فطال الضرب والوجع |
إني نشأت بأرض لا تشب بها |
|
نار المجوس ولا تبنى بها البيع |
ما كل قول بمعرووف لكم فخذوا |
|
ما تعرفون وما لا تعرفون دعوا |
كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم |
|
وآخرين على إعرابهم طبعوا |
قال الأخفش سعيد بن مسعدة : كان أمير البصرة يقرأ : (إن الله وملائكته يصلون) بالرفع فيلحن ، فمضيت إليه ناصحا له ، فزجرني وتوعدني وقال : تلحنون أمراءكم! ثم عزل وولي محمد بن سليمان ، فقلت في نفسي : هذا هاشمي ونصيحته واجبة ، فحسبت أن يلقاني بما لقيني به الأول ، ثم حملت نفسي على نصيحته فصرت إليه وهو في غرفة ومعه أخوه والغلمان على رأسه فقلت : أيها الأمير جئت لنصيحة ، قال : قل! قلت هذا وأومأت إلى أخيه فلما سمع ذلك قام أخوه وفرق الغلمان عن رأسه وأخلاني فقلت : أيها الأمير أنتم بيت الشرف وأصل الفصاحة وتقرأ : «إن الله وملائكته» بالرفع وهذا غير جائز ، فقال : قد نصحت ونبهت فجزيت خيرا فانصرف مشكورا! فلما صرت في نصف الدرجة إذا الغلام يقول لي قف مكانك ، فقعدت مروعا ، قلت : أحسب أن أخاه أغراه بي ، فإذا بغلة شقراء وغلام وبدرة ، وتخت ثياب وقائل يقول :
البغلة والغلام والمال لك أمر به الأمير. فانصرفت مغتبطا بذلك.
وترجم له في كتاب بغية الوعاة قال :
هو أحد الأخافش الثلاثة المشهورين ورابع الأخافش المذكورين من أهل بلخ سكن البصرة وكان أجلع لا تنطبق شفتاه على لسانه وكان معتزليا حدث عن الكلبي والنخعي وهشام بن عروة وروى عنه أبو حاتم السجستاني ودخل بغداد وأقام مدة وروى وصنف. وترجم له أيضا في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان ، ج أول.