ومن سورة النساء
قال تعالى (تسآءلون به) [الآية ١] خفيفة لأنها من تساؤلهم فإنهم «يتساءلون» فحذف التاء الأخيرة ، وذلك كثير في كلام العرب نحو (تكلّمون) وإن شئت ثقّلت فأدغمت.
قال الله تعالى (والأرحام) [الآية ١] منصوبة ، أي : اتقوا الأرحام. وقال بعضهم (والأرحام) جرّ والأوّل أحسن لأنك لا تجري الظاهر المجرور على المضمر المجرور.
وقال تعالى (إنّ الله كان عليكم رقيبا) [الآية ١] تقول من «الرقيب» : «رقب» «يرقب» «رقبا» و «رقوبا».
وقال (ولا تأكلوا أموالهم إلى أمولكم) [الآية ٢] أي : «مع أموالكم» (إنّه كان حوبا كبيرا) [الآية ٢] يقول : «أكلها كان حوبا كبيرا».
قال (وإن خفتم ألّا تقسطوا فى اليتمى) [الآية ٣] لأنه من «أقسط» «يقسط». و «الإقساط» : العدل. وأما «قسط» فإنّه «جار» قال (وأمّا القسطون فكانوا لجهنّم حطبا) (١٥) [الجنّ : الآية ١٥] ف «أقسط» : عدل و «قسط» : جار. قال (وأقسطوا إنّ الله يحبّ المقسطين) [الحجرات : الآية ٩].
وقال (مثنى وثلث وربع فإن خفتم ألّا تعدلوا فوحدة) [الآية ٣] يقول : «فانكحوا واحدة (أو ما ملكت أيمنكم) [الآية ٣]» أي : انكحوا ما ملكت أيمانكم. وأما ترك الصرف في (مثنى وثلث وربع) [الآية ٣] فإنه عدل عن «اثنين» و «ثلاث» و «أربع» كما أنه من عدل «عمر» عن «عامر» لم يصرف. وقال تعالى (أولى أجنحة مّثنى وثلث وربع) [فاطر : ١] فنصب. وقال (أن تقوموا لله مثنى وفردى) [سبإ : الآية ٤٦] فهو معدول كذلك ، ولو سميت به صرفت لأنه إذا كان اسما فليس في معنى «اثنين» و «ثلاثة» و «أربعة». كما قال «نزال» حين كان في معنى «انزلوا» وإذا سميت به رفعته. قال الشاعر : [الوافر]