وقال (والجار الجنب) [الآية ٣٦] وقال بعضهم (الجنب) وقال الراجز :
١٧٥ ـ الناس جنب والأمير جنب (١)
يريد ب «جنب» : الناحية. وهذا هو المتنحى عن القرابة فلذلك قال «جنب» و «الجنب» أيضا : المجانب للقرابة. ويقال : «الجانب» أيضا.
وأما (والصّاحب بالجنب) [الآية ٣٦] فمعناه : «هو الذي بجنبك» ، كما تقول «فلان بجنبي» و «إلى جنبي».
قال (ولا يكتمون الله حديثا) [الآية ٤٢] أي : لا تكتمه الجوارح ، أو يقول : «لا يخفى عليه وإن كتموه».
وقال (يأيّها الّذين أوتوا الكتب) [الآية ٤٧] إلى قوله (مّن قبل أن نّطمس وجوها) [الآية ٤٧] يقول : من قبل يوم القيامة.
قال (وماذا عليهم لوءامنوا بالله واليوم الأخر) [الآية ٣٩] فإن شئت جعلت (ماذآ) بمنزلها وحدها ، وإن شئت جعلت (ذا) بمنزلة «الذي».
وقوله (ولا جنبا) [الآية ٤٣] في اللفظ واحد وهو للجمع كذلك ، وكذلك هو للرجال والنساء ، كما قال (والملئكة بعد ذلك ظهير) [التّحريم : الآية ٤] فجعل «الظهير» واحدا. والعرب تقول : «هم لي صديق». وقال : (عن اليمين وعن الشّمال قعيد) [ق : الآية ١٧] وهما قعيدان. وقال (إنا رسول ربك) وقال (فإنّهم عدوّ لّى) [الشّعراء : الآية ٧٧] لأن «فعول» و «فعيل» مما يجعل واحدا للاثنين والجمع.
وقال (لو تسوّى بهم الأرض) [الآية ٤٢] وقال بعضهم (تسوّى) وكل حسن.
وقال (ولا جنبا إلّا عابرى سبيل) [الآية ٤٣] لأنه قال (لا تقربوا الصّلوة وأنتم سكرى) [الآية ٤٣] فقوله (وأنتم سكرى) [الآية ٤٣] في موضع نصب على الحال ، فقال (ولا جنبا) [الآية ٤٣] على العطف كأنه قال : «ولا تقربوها جنبا إلّا عابري سبيل» ، كما تقول : «لا تأتي إلّا راكبا».
وقال (مّن الّذين هادوا يحرّفون الكلم عن مّواضعه) [الآية ٤٦] يقول «منهم قوم» فأضمر «القوم». قال النابغة الذبياني (٢) : [الوافر]
__________________
(١) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (جنب) ، وتهذيب اللغة ١١ / ١٢٢ ، وكتاب العين ٦ / ١٤٧.
(٢) النابغة الذبياني : تقدمت ترجمته.