سورة الأنعام
قال تعالى : (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم مّن قرن مّكّنّهم) [الآية ٦] ثم قال (ما لم نمكّن لّكم) [الآية ٦] كأنه أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم ثم خاطبه معهم كما قال (حتّى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم) [يونس : الآية ٢٢] فجاء بلفظ الغائب وهو يخاطب لأنه هو المخاطب.
فأمّا قوله عزوجل (وأجل مّسمّى عنده) [الآية ٢] ف (أجل) على الابتداء وليس على (قضى).
وقال (كتب على نفسه الرّحمة ليجمعنّكم) [الآية ١٢] فنصب لام (ليجمعنّكم) لأن معنى «كتب» كأنه قال «والله ليجمعنّكم» ثم أبدل فقال (الّذين خسروا أنفسهم) [الآية ١٢] أي : ليجمعنّ الذين خسروا أنفسهم.
وقال (أغير الله أتّخذ وليّا فاطر السّموات والأرض) [الآية ١٤] على النعت. وقال بعضهم (فاطر) بالرفع على الابتداء أي : هو فاطر.
وقال بعضهم (وهو يطعم ولا يطعم) [الآية ١٤] وقال بعضهم (ولا يطعم) [الآية ١٤] و (يطعم) هو الوجه ، لأنّك إنّما تقول : «هو يطعم» لمن يطعم فتخبر أنّه لا يأكل شيئا. وإنّما تقرأ (يطعم) لاجتماع الناس عليها.
وقال (إنّى أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ) [الآية ١٤] أي : وقيل لي : «لا تكوننّ». وصارت (أمرت) بدلا من ذلك لأنه حين قال (أمرت) قد أخبر أنّه قد قيل له.
وقال (ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا أن قالوا والله ربّنا) [الآية ٢٣] على الصفة. وقال بعضهم (ربّنا) على : يا ربنا. وأمّا (والله) فجره على القسم ، ولو لم تكن فيه الواو نصبت فقلت «الله ربّنا». ومنهم من يجر بغير واو لكثرة استعمال هذا الاسم وهذا في القياس رديء. وقد جاء مثله شاذا قولهم : [الرجز]