الألفات مفتوحة مقطوعة ، لأنها ألف استفهام ، وألف الوصل التي كانت في «اصطفى» و «افترى» قد ذهبت ، حيث اتصلت الصاد والفاء بهذه الألف التى قبلها للاستفهام. وقال من قرأ هذة الآية (كنّا نعدّهم مّن الأشرار) [ص : الآية ٦٢] (أتّخذنهم) [ص : الآية ٦٣] فقطع ألف «أتخذناهم» فإنما جعلها ألف استفهام وأذهب ألف الوصل التي كانت بعدها ، لأنها إذا اتصلت بحرف قبلها ذهبت. وقد قرىء هذا الحرف موصولا ، وذلك أنهم حملوا قوله (أم زاغت عنهم الأبصر) [ص : الآية ٦٣] على قوله (ما لنا لا نرى رجالا كنّا نعدّهم مّن الأشرار) [ص : الآية ٦٢] (أم زاعت عنهم الأبصار).
وما كان من اسم في أوله ألف ولام تقدر أن تدخل عليهما ألفا ولاما أخريين ، فالألف من ذلك مقطوعة تكون في الاستئناف على حالها في الاتصال ، نحو قوله (ما لكم مّن إله غيره) [الأعراف : الآية ٥٩] لأنك لو قلت «الإله» فأدخلت عليها ألفا ولاما جاز ذلك. وكذلك «ألواح» و «إلهام» و «إلقاء» مقطوع كله ، لأنه يجوز إدخال ألف ولام أخريين. فأما «إلى» فمقطوعة ولا يجوز إدخال الألف واللام عليها لأنها ليست باسم ، وإنما تدخل الألف واللام على الاسم. ويدلك على أن الألف واللام في «إلى» ليستا بزائدتين إنك إنما وجدت الألف واللام تزادان في الأسماء ، ولا تزادان في غير الأسماء ، مثل «إلى» و «ألّا». ومع ذلك تكون ألف «إلى» مكسورة وألف اللام الزائدة لا تكون مكسورة.
وأما قوله (الحمد لله) [الآية ٢] فرفعه على الابتداء. وذلك أن كل اسم ابتدأته لم توقع عليه فعلا من بعده فهو مرفوع ، وخبره إن كان هو فهو أيضا مرفوع ، نحو قوله (مّحمّد رّسول الله) [الفتح : الآية ٢٩] وما أشبه ذلك. وهذه الجملة تأتي على جميع ما في القرآن من المبتدأ فافهمها. فإنما رفع المبتدأ ابتداؤك إياه ، والابتداء هو الذي رفع الخبر في قول بعضهم كما كانت «أنّ» تنصب الاسم وترفع الخبر فكذلك رفع الابتداء الاسم والخبر. وقال بعضهم : «رفع المبتدأ خبره» وكل حسن ، والأول أقيس.
وبعض العرب يقول (الحمد لله) [الآية ٢] فينصب على المصدر ، وذلك أن أصل الكلام عنده على قوله : «حمدا لله» يجعله بدلا من اللفظ بالفعل ، كأنه جعله مكان «أحمد» ونصبه على «أحمد» حتى كأنه قال : «أحمد حمدا» ثم أدخل الألف واللام على هذه.
وقد قال بعض العرب (الحمد لله) [الآية ٢] فكسره ، وذلك أنه جعله