ثم قال (ومن الأنعم حمولة وفرشا) [الآية ١٤٢] أي : وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشا.
ثم قال (ثمنية أزوج) [الآية ١٤٣] أي : أنشأ حمولة وفرشا ثمانية أزواج. أي : أنشأ ثمانية أزواج ، على البدل أو التبيان أو على الحال.
ثم قال : «أنشأ (مّن الضّأن اثنين ومن المعز اثنين) [الآية ١٤٣]» وإنما قال (ثمنية أزوج) [الآية ١٤٣] لأنّ كلّ واحد «زوج». تقول للاثنين : «هذان زوجان» وقال الله عزوجل (ومن كلّ شىء خلقنا زوجين) [الذّاريات : الآية ٤٩] وتقول للمرأة : «هي زوج» و «هي زوجة» و: «هو زوجها». وقال (وجعل منها زوجها) [الأعراف : الآية ١٨٩] يعني المرأة وقال (أمسك عليك زوجك) [الأحزاب : الآية ٣٧] وقال بعضهم : «الزوجة» وقال الأخطل (١) : [البسيط]
زوجة أشمط مرهوب بوادره |
|
قد صار في رأسه التخويص والنزع (٢) |
وقد يقال للاثنين أيضا : «هما زوج» و «الزوج» النمط يطرح على الهودج قال لبيد (٣) : [الكامل]
من كلّ محفوف يظلّ عصيّه |
|
زوج عليه كلّة وقرامها (٤) |
__________________
(١) الأخطل : هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو من بني تغلب ، شاعر مبدع ، مصقول الألفاظ أكثر من مدح الخلفاء في عهد بني أمية ، وهو أحد الشعراء الثلاثة المشهورين بأنهم أشعر أهل عصرهم ، والآخران هما : جرير والفرزدق. ولد في الحيرة أو الرصافة واتصل بالأمويين ومدحهم ، وتهاجى مع جرير والفرزدق كان عبد الملك بن مروان يجزل له العطاء ويفضله في الشعر على غيره ، سئل الفرزدق : من أشعر الناس؟ فأجاب : كفاك بي إذا افتخرت ، وبجرير إذا هجا ، وابن النصرانية ـ يقصد الأخطل ـ إذا امتدح. توفي سنة ٩٠ ه. (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ١٣ ـ ١٤).
(٢) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٢٧.
(٣) لبيد : هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، من الشعراء المخضرمين أدرك الإسلام ووفد على النبي صلىاللهعليهوسلم في وفد من قومه بني جعفر بن كلاب فأسلم وحسن إسلامه ، يعدّ من الصحابة ولما أسلم لبيد مع قومه قدم إلى الكوفة وبقي فيها إلى أن مات فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب. قيل : كانت وفاته في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان ، ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة. وقيل : مات بالكوفة أيام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان. (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ٤٠٤).
(٤) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٢٦.