سورة الأعراف
قال (كتب أنزل إليك) [الآية ٢] على الابتداء.
وقال (فلا يكن فى صدرك حرج مّنه) [الآية ٢] على النهي كما قال (ولا تعد عيناك عنهم) [الكهف : الآية ٢٨] أي : «الحرج فلا يكن في صدرك» ، و «عيناك فلا تعدوا عنهم».
وقال (فلنسئلنّ الّذين أرسل إليهم) [الآية ٦] يقول «[لنسألنّ]» القوم الذين بعث إليهم وأنذروا. (ولنسئلنّ المرسلين) [الآية ٦].
(فلنقصّنّ) [الآية ٧] أدخل النون واللام لأن قوله (فلنسئلنّ) [الآية ٦] (ولنسئلنّ المرسلين) [الآية ٦] على القسم.
وقال (وجعلنا لكم فيها معيش) [الآية ١٠] فالياء غير مهموزة وقد همز بعض القراء وهو دريء لأنها ليست بزائدة. وإنّما يهمز ما كان على مثال «مفاعل» إذا جاءت الياء زائدة في الواحد والألف والواو التي تكون الهمزة مكانها نحو «مدائن» لأنها فعايل». ومن جعل «المدائن» من «دان» «يدين» لم يهمز لأن الياء حينئذ من الأصل. وأما «قطائع» و «رسائل» و «عجائز» و «كبائر» فإن هذا كله مهموز لأن واو «عجوز» زائدة ، ألا ترى أنك تقول : «عجز» وألف «رسالة» زائدة إذ تقول «أرسلت» فتذهب الألف منها. وتقول في «كبيرة» «كبرت» فتذهب الياء منها. وأما «مصايب» فكان أصلها «مصاوب» لأن الياء إذا كانت أصلها الواو فجاءت في موضع لا بد من أن تحرك فيه قلبت الواو في ذلك الموضع إذا كان الأصل من الواو ، فلما قلبت صارت كأنها قد أفسدت حتى صارت كأنها الياء الزائدة فلذلك همزت ولم يكن القياس أن تهمز. وناس من العرب يقولون «المصاوب» وهي قياس.
وقال (ثمّ صوّرنكم ثمّ قلنا للملئكة) [الآية ١١] لأنّ «ثمّ» في معنى الواو ويجوز أن يكون معناه (لأدم) كما تقول للقوم : «قد ضربناكم» وإنما ضربت سيدهم.