ومن سورة الأنفال
الواحد من «الأنفال» : «النفل».
وقال (كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ) [الآية ٥] فهذه الكاف يجوز أن تكون على قوله (أولئك هم المؤمنون حقّا) [الآية ٤] (كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ) [الآية ٥]. وقال بعض أهل العلم (كمآ أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ) [الآية ٥] (فاتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) [الآية ١] فأضاف (ذات) إلى «البين» وجعله (ذات) [الآية ١] لأن بعض الأشياء يوضع عليه اسم مؤنث وبعضه يذكر نحو «الدار» و «الحائط» أنّثت «الدار» وذكّر «الحائط».
وقال (وإذ يعدكم الله إحدى الطّآئفتين أنّها لكم) [الآية ٧] فقوله (أنّها) [الشّورى : الآية ١٨] بدل من قوله (إحدى الطّآئفتين) [الآية ٧] وقال (غير ذات الشّوكة) [الآية ٧] فأنث لأنه يعني «الطائفة».
وقال (فاضربوا فوق الأعناق) [الآية ١٢] معناها : «اضربوا الأعناق» كما تقول : «رأيت نفس زيد» تريد «زيدا».
(واضربوا منهم كلّ بنان) [الآية ١٢] واحد «البنان» : «البنانة».
وقال (ذلكم فذوقوه وأنّ للكفرين) [الآية ١٤] كأنه جعل «ذلكم» خبرا لمبتدأ أو مبتدأ أضمر خبره حتى كأنه قال : «ذلكم الأمر» أو «الأمر ذلكم». ثم قال (وأنّ للكفرين عذاب النّار) [الآية ١٤] أي : الأمر ذلكم وهذا ، فلذلك انفتحت «أنّ». ومثل ذلك قوله (وأنّ الله موهن كيد الكفرين) [الآية ١٨]. وأمّا قول الشاعر : [البسيط]
٢٢٠ ـ ذاك وإنّي على جاري لذو حدب |
|
أحنو عليه كما يحنى على الجار (١) |
__________________
(١) البيت للأحوص في ديوانه ص ١٣٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، والكتاب ٣ / ١٢٥ ، ١٢٦ ، ولرجل من تيمم قريش في ذيل الأمالي ص ١٢٢ ، وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٧٥.