ومن سورة يونس
قال (أنّ لهم قدم صدق) [الآية ٢] القدم ها هنا : التقديم ، كما تقول : «هؤلاء أهل القدم في الإسلام» أي : الذين قدموا خيرا فكان لهم فيه تقديم.
وقال (وقدّره منازل) [الآية ٥] ثقيلة فجعل (وقدّره) مما يتعدى إلى مفعولين كأنه «وجعله منازل». وقال (جعل الشّمس ضيآء والقمر نورا) [الآية ٥] فجعل القمر هو النور كما تقول : «جعله الله خلقا» وهو «مخلوق» و «هذا الدرهم ضرب الأمير». وهو «مضروب». وقال (وقولوا للنّاس حسنا) [البقرة : الآية ٨٣] فجعل الحسن هو المفعول كالخلق.
وقال (وقدّره منازل) [الآية ٥] وقد ذكر الشمس والقمر كما قال (والله ورسوله أحقّ أن يرضوه) [التّوبة : الآية ٦٢].
وقال (كأن لّم يدعنآ إلى ضرّ مّسّه) [الآية ١٢] و (كأن لّم يلبثوا إلّا ساعة) [الآية ٤٥] وهذا في الكلام كثير وهي «كأنّ» الثقيلة ولكنه أضمر فيها فخفف كما تخفف (أنّ) ويضمر فيها وإنما هي «كأنّه لم» وقال الشاعر : [الخفيف]
٢٢٨ ـ وي كأن من يكن له نشب يح |
|
بب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ (١) |
وكما قال : [الهزج]
٢٢٩ ـ وصدر مشرق النّحر |
|
كأن ثدياه حقّان (٢) |
__________________
(١) البيت لزيد بن عمرو بن نفيل في خزانة الأدب ٦ / ٤٠٤ ، ٤٠٨ ، ٤١٠ ، والدرر ٥ / ٣٠٥ ، وذيل سمط اللآلي ص ١٠٣ ، والكتاب ٢ / ١٥٥ ، ولنبيه بن الحجاج في الأغاني ١٧ / ٢٠٥ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١١ ، ولسان العرب (وا) ، (ويا) ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٣٥٣ ، والخصائص ٣ / ٤١ ، ١٦٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٨٦ ، وشرح المفصل ٤ / ٧٦ ، ومجالس ثعلب ١ / ٣٨٩ ، والمحتسب ٢ / ١٥٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٠٦.
(٢) البيت بلا نسبة في الإنصاف ١ / ١٩٧ ، وأوضح المسالك ١ / ٣١٨ ، وتخليص الشواهد ص ٣٨٩ ، والجنى الداني ص ٥٧٥ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٣٩٢ ، ٣٩٤ ، ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، ٤٤٠ ، والدرر ٢ / ١٩٩ ، وشرح الأشموني ١ / ١٤٧ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٦٩ ، ـ